انا ياساده مجرد موبايل محترم وابن ناس ومتواضع لابعد حد
..ومن اسره عريقه ومتربى وابن اصول اسمى المكتوب فى شهادة المنشأ..نوكيا..
بدات حياتى فى فنلندا فى اقصى شمال اوربا فى التلج فوووق ..تم تصنيعى جيدا
وتم تجربتى واتفكيت بعد كده كل حته من جسمى فى كيس لطيف بعد ماجابولى
البطاريه من الصين الاول كنت متضايق من موضوع الصين ده بس بعد كده اتعودت
واتصاحبنا وتم اختيار توزيعى وشحنى على دول الشرق الاوسط – مع انى كنت
خايف وكنت بفضل اروح امريكا ولا حتى ابقى فى اوروبا من كتر اللى بسمعه من
اصحابى ان بتوع الشرق الاوسط بيستهلكوا الموبايلات وبيستخدموها عمال على
بطال بس ما باليد حيله -...المهم مش هاطول عليكم اتشحنت على المركب مع كل
اخواتى من الموبايلات الغلابه اللى ملهاش لاحول ولا قوة..كنت مخنوق طبعا
من الزحمه ومن رجرجة السفينة وبعد يومين وصلت بالسلامه وكنت عاوز ابص من
شباك بطن المركب وعندى فضول اعرف فى انهو دولة رسيت السفينه على انهو
ميناء..
المهم جه حظى فى بلد جميله اسمها مصر..ياما سمعت عنها كتير
وشفت صورها..اهرامات ونيل وحاجات عظيمه ..وبعد اخد ورد وجمارك وافراج
جمركى وتعبئة ونقل وسيارات رايحه وجايه ودوشة ..استقريت فى الاخر فى
فاترينه بمحل بروتيك فى شارع مصدق بالدقى..وقفت اتفرج يجى اسبوع على الناس
اللى بتقف تتفرج على فاترينه الموبايلات..ايه ده انا عامل بالضبط زى جنينة
الحيوانات..انا واخواتى محبوسين فى قفص - بس قفص من ازاز- والناس بتتفرج
علينا وشوية يخشوا المحل من جوه وشوية اكتر بيمشوا..سمعت تعليقات واشارات
وايماءات وحركات غريبه ..عجيب هذا البشر على فكره ..اللى بيقول سعرى عالى
..واللى بيقول كويس مش بطال ..فرحت اوى لما شفت فتاة جميلة تتأبط ذراع
خطيبها باين.. استنوا كده... الدبلة فييين؟؟؟ ..يمين اه ...فى الايد
اليمين طلع خطيبها فعلا ..سمعتها بتقوله : الله جميل اوى التليفون النوكيا
ده وشاورت عليا ..رايت صوابعها الجميله وهى مزينه بالمونوكير اللطيف ده
حاجة تفرح بصحيح وتشرح القلب ..ولكن خطيبها فأجانى برد صاعق..لااااا ده
معفن وبيهنج السامسونج ولا سونى اريكسون برقبته.. اتضايقت جدا من هذا
الخطيب الذى لايستحق هذه العصفوره الرقيقه ...
دورت وشى الناحية
التانية من الفترينه لقيت واحد بيكلم صاحبه عليا فركزت شوية لان صوتهم كان
واطى..ياراااجل بس النوكيا غالى ..رد صاحبه بس الغالى تمنه فيه.. والله
معايا زى الفل بص شوف.. يرد واحد من وراه بس النوكيا لايعلى عليه –
ياجماعة النوكيا ايه.. اسمى نوكيا من غير الف ولام - وراح مقرب وشه اوى من
الفترينه..ايه ده ؟...ابعد ..ابعد شويه ..شكلك وحش..معرفش ليه البشر لما
بيقرب اووى بيبقى شكلها وحش كده ومراخريها كبيره..رغم انى فرحت بكلامه
ورفعت رأسى وافتخرت بنفسى اوى – لو لم اكن نوكيا لتمنيت ان اكون نوكيا-
لقيت واحد شاب صغنن كده بيقول: لا ياعم ولانوكيا ولابتاع ده موبايل
عِره..ده منظر بس لكنه اى كلام ..كشرت ساعتها وكان هاين عليا ارقعه
بالشاحن فى وشه بس ازاز الفترينه هو اللى حاشنى ساعتها.
فجأة واثناء
مانا براقب واسمع الكلام العجيب ..حسيت بهزه قويه..ايه ده ؟..آه اتارى حد
صمم يعاينى الظاهر انى اخر حته فى المحل ..يادى الدوخه..حظى كده ..اصلى
عارف هتبهدل .. انا بشوفهم بيعملوا ايه لما بيجوا يعاينوا موبايل كنت
بشوف اصحابى المساكين من الموبايلات..وبعدين ..بالراحه شويه... لقيت واحد
بيقلب فيا بعنف وبيحط البطاريه والشريحه وداس على دماغى ..شوية ولقيته داس
نجمة شباك اربعة اصفار شباك وبعدين نجمة شباك زيرو ستة شباك يادى
النيلة... يادى الرقم المسلسل وتاريخ التصنيع ..محسسينى كلكم انكم
مهندسين وبتفهموا اوى ..ماعلينا ..المهم لقيته بص على واحد تانى وقاله
ورينى ده كده ..خد ده رجعه مش عاوزه ...
رجعت الفاترينه تانى ..حمدت
ربنا قلت ايه بس اللى جابنى هنا..بيعاملوا الموبايل بعنف اوى كده ليه
..ياترى اخبار الحوارات ايه ..؟؟ وحشنى تعليقات الناس اللى قدام
الفترينه..وشفت بنت اموره ومعاها واحد كبير الظاهر ابوها استنوا كده لما
اسمع : ماليش دعوة يابابى انا عاوزه الموبايل ده ..شكلة تحفه..ده جميل اخر
حاجة..الله دى بتشاور عليا..والله بنت مش بطاله ولابسه جينز وبادى
استومك..حلو..لقتنى بقول لابوها فى سرى :يالا ياسيدى حد برضه يحرم بنته
حبيبته من حاجة نفسها فيها ..كويس ..قبل الاب على مضض ودخل المحل..كنت
سعيد..وقلت فى سرى : قشطه ..دقائق بسيطه وكنت فى يد البنت اللذيذه دى ومش
عاوز اقولكم على سعادتى اد ايه لما مسكتنى وحطت الشريحه وبصت فيا اوى
واقتربت اكتر من البدى الاستومك.. ودققت النظر..وكمان لما حطتنى فى الجيب
الورانى للجينز الضيق ده ..طبعا انا سامعكم كلكم فى نفس واحد : ياريتنى
كنت موبايل..مش هقدر احكيلكم على اللى حصل بعد كده عشان ماغيظكوش وعشان
الرقابه برضو..عشت ايام سعيده مع هذه البنت وجابت لى جراب فرو جميل اشعرنى
بالدفء..برفانات ايه مش هقولكم .. حتى الاكسسورات..اللى بيحبها كل موبايل
فينا ..ماهو الموبايل مننا عاوز ايه غير بس "الاستقرار فى الاكسسوار"،
المهم روقتنى بشوية اكسسورات اشى غطيان واشى سماعه واشى
جرابات اشكال والوان مفرحه حاجة تبسط بصحيح ,,ههههيه كانت ايام جميلة
..البنات حاجة مريحه فى استخداماتها للمحمول ..حسيت بكيانى معاها وكنت
باشم بارفانات وانام جنب عرايس ودباديب..وبشوف كل حاجة ..براحتى
عالاخر...البنت مش بتتكسف منى ..وبتغير هدومها ادامى عادى انا عارف انك
بتحسدونى بس اعمل ايه سامع واحد بيقول ياريتنى كنت موبايل..ياريت ياسيدى
..وتتعذب العذاب بتاعى ..سيبونى اكمل وسيبوكم من شغل المراهقه ده ..
كانت ايام لذيذه كنت بتحرم بس من رؤية البحر كان الواحد
نفسه يمتع شاشته بالمناظر الحلوه اللى تشرح القلب والبحر واللى بيحصل على
البحر وانتوا عارفين اكتر منى بس ياسيدى كانوا يسبونى فى الشاليه قال
خايفين عليا من الميه قال..حاجة تفرس. واللى بيغظنى اكتر لعبة سناك دى
اكتر حاجة باكرها وبتتعبنى جدا دى بتهرى زرايرى ..ياريت يلغوها من علينا .
مش عاوز اطول عليكم ..عشت ايام ظريفه لكن كل اللى تعبنى
معاها بس انها كانت بتسهر تتكلم فيا طول الليل مع حبيبها..اول ماتيجى
الساعه 12 باليل وتبدا المكالمات الطويلة ..وصوت الهمس ..وكنت بسمع كلام
ايه يامعلم ..يدوخ..وكنت بسخن من كتر الكلام وشحنى يخلص,,وافضل ازمر
ازمر..لكن لا حياة لمن تنادى.ولا واخده بالها ...كان هاين عليا اقولها ده
بيسرح بيكى..متسمعيش كلامه..بس ياريت كنت بعرف اعبر زيكم..على الاقل
اقولها ارفعى شعرك شوية انا إتخنقت..فكرت فى طريقه نميسه كل مالاقى
الموضوع سخن والكلام بينهم بقى مش ولابد والواد زودها حبتين..اروح افصل
طوالى ..واقطع المكالمة ..كررتها كتير وياريتنى ماعملت كده ..
صحيت تانى يوم لقيتنى اتحطيت فى الكرتونه ومعروض فى شارع
اسمه ابد الازيز(سبق وقلتلكم فى بداية مقالتى انا فنلندى ) واستنتجت ان
البنت لم تتحمل قيامى بالفصل ده فباعتنى واستقريت على طاولة خشب فى شارع
ابد الازيز .
يااااه ايه الدوشة دى ..ايه ده ..خمسين واحد قلبوا فيا
لما مرمطونى ..والاسئلة المتكرره البايخه بقى : ده بضمان ده ؟؟ محلى ولا
دولى ؟؟اوعى يكون فيه حاجة ولا بيفصل؟؟ بكرتونته؟؟ طيب فين الشاحن بتاعه؟؟
ونفس الرد بتاع البياع..ايوه ياباشا..ده لسه بشوكه وبكرتونته وبشاحنه
وبسلاطاته وباباغنوجه..لحد ماجه صاحب النصيب ..مبروك عليك ..رحت مع صاحبنا
اللى اشترانى وانقذنى من دوشة شارع ابد الازيز ..حط الشريحه فيا ..وهاتك
يارغى .. وشويه وزنقنى فى الجيب بتاعه وبقيت مخنوق وشوية يلزقنى لزق فى
علبة سجاير مبطقش ريحة السجاير..بتخنق ..الولد ما صدق وهاتك يارغى بابقى
ساعات عاوز انام لكنى اعمل ايه رغى رغى وكلام فارغ ...الله يقطع الزمالك
عالاهلى وانا مالى اصدع نفسى بخناقة يوميا فى الكوره وحسام حسن وحسام
البدرى ...
من ضمن الحاجات اللى تعبتنى جدا معاه انه كان بيفضل
ماسكنى ليل ونهار مش بيسيبنى الا عالنوم..فيه حد فى الدنيا يستحمل
كده..هات حد يمسكك كده وشوف هتضايق ازاى ..عشان تعذورونى .. لزقه وعرق
وقرف .. جت الساعه 12 باليل..الله هو انت ..طلع صاحب البنت..ايه ده بتكلم
مين ..دى مش صوتها..يابن اللذينه..هو انت منهم ..طلع بيكلم واحده تانية
وثالثة ونفس الكلام ونفس السرحان ..طب وصاحبتا؟؟..يعنى كنت بتسرح بيها
الغلبانه..ياساتر عليك ..حرام عليك والله البنت بتحبك ومصدقة ان انت
هتروح تخطبها ..حرام عليك..اخ لو البنات يعرفوا الحقيقه دى ..طب والله
لافصل واقطعلك المكالمة يانصاب افندى انت..دنا متغاظ منك ...دنت ياما
سهرتنى وصدعتنى ..أهو وأدى فَصله..
ايه ده ...ايه قلة الذوق بتاعتك دى ..تتصوروا الواد
رزعنى على الارض..اتفشفشت ميت حتة..جه واحد ولم اجزائى واتشحنت تانى
لاعادة تجميعى ودى قصه تانية هابقى احكيلكم عليها بعدين ..اه قبل ما
اسيبكم عاوز اقولكم انا جربت كل شرايح الشبكات..طبعا عاوزين تعرفوا احسن
شبكه ايه ..هاقولكم احسن شبكه مين فى الثلاثة شبكات اللى عندكم فى مصر
احسن شبكه هى شبكه .....شبكة ..شبكة.. الظاهر انى فقدت الذاكره من الرزعه
اللى اترزعتها من شويه.